مجلس المدونة السورية...كنموذج للحل!

مجلس المدونة السورية...كنموذج للحل!

كلما طال عمر المشكلة السورية كلما زادت المعاناة وكلما صار الوصول إلى حل العقدة الرئيسية أكثر صعوبة. وكلما اقتصر عمل الغالبية وسعيهم نحو تدبر شؤونهم الخاصة فقط، كلما تسارع سير القافلة بكل من فيها نحو الهاوية لتصطدم بجدار اللاعودة واللاحل، حيث صارت أمواج البحر المتلاطمة من حولنا هي الربان الذي يتلاعب بدفة قيادة المجتمع السورية بكل من فيه.

 

لقد آن الآوان لنا جميعاً أن نصل إلى قناعة راسخة وحقيقية بأنه ينبغي على الشعب السوري بكامل طوائفه ومكوناته أن يدرك أن الحل الوحيد لما وصلنا إليه هو بالجلوس على طاولة مستديرة واحدة تستوعب كل أطياف النسيج السوري، من أجل الحفاظ على وحدة التراب والارض السورية ووضع حدٍ لهذا الانهيار العام الشامل للدولة والمجتمع السوري. عند ذلك فقط نستطيع إعادة بناء الوجه الحقيقي للفسيفساء السورية، فسوريا تستوعب الجميع، وكسوريين وسوريات نحن فقط من يستطيع إعادة دورة الحياة لهذا الصرح العظيم.

 

إن مجلس المدونة السورية يقدم نموذجاً ناجحاً لما نحلم به جميعاً، فطالما استطاع أعضاء هذا المجلس أن يتخطوا الفرقة والتنافر الموجودة على الساحة السورية، والتي يجب أن نعترف بها وبوجودها، وأن يتوافقوا على اللقاء والنقاش والبناء على قاعدة فحواها أننا أولاً وأخيراً سوريون، ومصلحة السوريين فوق أي اعتبار. وفي نهاية المطاف لابد من وضع خطة عمل نحن نصنعها لإنهاء الصراع، وإيجاد بديل عن هذه الحرب التي أصبحت بلانهاية. وكلما تأخرنا في ذلك، طال بقاء من تلطخت أيدهم بدماء الأبرياء من كل الأطراف، واستمروا جاثمين فوق صدر الوطن يكتمون أنفاسه وأنفاس كل سوري أينما كان.

 

كما أنه وبعد أن وصل بنا الحال إلى بلوغ المرتبة الأولى والمعدل الأعلى عالمياً للفقر، إذ بلغت نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر82,5%، فهل من المنطق أن نبقى نظاماً ومعارضة بانتظار معجزة تأتي من عالم الغيب لتنهي مأساة السوريين؟! ألم يحن الوقت لنصحو من وهم أن "المجتمع العالمي سيضع حداً لتدفق نهر الدم والدموع" دون أن نكون نحن أول من يؤمن بذلك ويقوم به؟!. مجلس المدونة هو مثال لتلك الصحوة.

أترك تعليقا

إرسال اشترك في النشرة الإخبارية

احصل كل أسبوع على آخر وأهم تحديثاتنا على عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك

إرسال اشترك في النشرة الإخبارية

احصل كل أسبوع على آخر وأهم تحديثاتنا على عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك